الاثنين، 9 يناير 2012

شاطىء سفاجا يتفوق على البحر الميت فى الإستشفاء من الأمراض الجلدية


من أهم مناطق السياحة العلاجية فى مصر
شاطىء سفاجا يتفوق على البحر الميت فى الإستشفاء من الأمراض الجلدية
الصدفة تكشف شفاء زوار المدينة من الروماتيزم والروماتويد والصدفية الجلدية خلال أيام
الألواح الشراعية وصيد السمك وسياحة الجزر والجولف والسفارى.. أهم الرياضات الترفيهية

كتب محمود خليل:
مهما تطورت العقاقير والعلاجات الطبية التقليدية، تظل للطبيعة تأثيرها الساحر والفعال .
ومن المعروف أن بعض الأراضى فى مناطق مختلفة من العالم تتميز بخصائص علاجية نادرة ..
ومن بين هذه المناطق ساحل مدينة سفاجا المصرية على شاطئ البحر الأحمر .
أثبتت العديد من التقارير والدراسات العلمية المتخصصة قدرة هذه المنطقة وصلاحيتها للاستشفاء البيئى من خلال ماتتفرد به من مقومات طبيعية تتمثل فى زيادة ملوحة مياه البحر وهدوء مياهها وصفائها وعدم وجود أمواج والجبال التى تحيطها من كل جانب ممثلة حائط صد طبيعى ضد الرياح والأتربة مما أهلها لتحتل المرتبة الأولى على مستوى العالم لاستشفاء مرض الصدفية الجلدية (حسب مؤسسة NPF National Psoriasis Foundation الأمريكية). إضافة لذلك تضم منطقة سفاجا كنزاً من الرمال السوداء فائقة النقاء والتى أثبتت قدرة كبيرة على علاج الأمراض الوماتيزمية والروماتويد.
تقع مدينة سفاجا على الساحل الغربى للبحر الأحمر وهى أقصر طريق يربط بين مصر والمملكة العربية السعودية حيث تستغرق المسافة بين "سفاجا" وميناء "ضبى" السعودى حوالى 8 ساعات.
يقول اللواء فيصل المصري رئيس مجلس مدينة سفاجا: انها تعتبر نموذجا فى مشروع الحكومة الإلكترونية حيث تم إدخال تكنولوجيا المعلومات بصورة متطورة فى كافة الخدمات التى يحتاجها المواطنين من خلال ربط كافة الأجهزة المحلية للمدينة ببعضها البعض.
يضيف اللواء فيصل المصري: تتميز مدينة سفاجا بمجموعة من العوامل الطبيعية تجعلها أنسب مكان فى العالم لعلاج الصدفية، لكونها محاطة بالجبال المرتفعة من كل النواحى الأمر الذى يوفر لها حماية طبيعية ضد الرياح والعواصف الرملية وبالتالى فإن مناخ المنطقة نقى تماماً من الشوائب العالقة التى تشتت أشعة الشمس (فوق البنفسجية) وامتصاص جزء آخر منها وبالتالى فإن انعدام وجود تلك الشوائب ينتج عنه كمية هائلة من الأشعة فوق البنفسجية التى هى أساس علاج مرض الصدفية..
يؤكد أن الدولة أبدت اهتماماً كبيراً بهذا المنتج السياحى الجديد حيث صدر قرار من مجلس الوزراء بوضع خطة متكاملة للنهوض بالسياحة العلاجية وكذلك إنشاء اللجنة القومية للسياحة العلاجية إضافة الى قرار مجلس جامعة جنوب الوادى برئاسة د.عرفات كامل رئيس الجامعة بإنشاء كلية طب الروماتيزم والتأهيل بسفاجا.
* نتائج مدهشة للأبحاث العلمية :
وقد بدأ المشروع الطموح للاستشفاء البيئى بمنطقة سفاجا فى إحدى القرى السياحية بمحض الصدفة عام 1993 حين تكرر شفاء العديد من نزلاء القرية الساحرة المصريين والأجانب ممن يشكون من أعراض الروماتيزم والروماتويد والصدفية الجلدية وذلك خلال اقامتهم العادية بالقرية أو منطقة سفاجا بوجه عام لأيام معدودة.
يقول المهندس طارق أدهم العضو المنتدب لإحدى القرى السياحية: التقطنا أول الخيط حين تكررت ظاهرة علاج أو تحسن حالات الروماتويد والصدفية، فقمنا بدراسة تلك الظاهرة بشكل علمى لتأصيل أسبابها طبياً وعلمياً حيث قام المركز القومى للبحوث التابع لوزارة البحث العلمى (وهو أرقى مؤسسة بحثية فى مصر) بتشكيل فريق بحثى يضم نخبة من الأطباء والخبراء فى أمراض الروماتويد المفصلي والصدفية الجلدية حيث حمل البحث اسم "دراسة ميدانية واكلينيكية للآثار العلاجية لمنطقة سفاجا على بعض الأمراض الروماتيزمية والجلدية".
يضيف: تم اجراء البحث العلمي على مستويين، ميدانى وإكلينيكى وأسفرت النتائج الميدانية عن تأكد ندرة شديدة لحدوث الروماتويد المفصلي بين سكان المنطقة حيث بلغت 14.0 بالمائة بينما النسبة العالمية 1بالمائة وبالنسبة لمرض الصدفية الجلدية كشف البحث أن نسبة الإصابة به فى المنطقة لاتتجاوز 8.00 بالمائة بينما يتراوح المعدل العالمى بين 1 بالمائة و 3 بالمائة كما أسفرت الدراسة عن تحسن اكلينيكى هائل فى 84 بالمائة من الحالات بلغ حد الشفاء الكامل 14 بالمائة منها وبالمتابعة استمر التحسن فى 46 بالمائة منها بعد مرور ستة أشهر، فيما استمر انخفاض تركيز معامل الروماتويد بدرجة كبيرة فى 36 بالمائة من الحالات وانخفاض سرعة ترسيب الدم انخفاضاً كبيراً فى 57 بالمائة من الحالات مع استمرار انخفاض بعد مرور ستة أشهر.
يوضح د.أحمد محسن استشارى الأمراض الجلدية أن أن هذه النتائج تعنى أن ظاهرة الاستشفاء البيئى بسفاجا ليست مجرد نوع من العلاج الطبيعى ولكن تأثيرها على سرعة ترسيب الدم ومعامل الروماتويد يشيران بقوة الى احتمال تأثيرها على جهاز المناعة المختل فى مرضى الروماتويد المفصلي.
أما فيما يتعلق بمرضى الصدفية الجلدية فقد جائت النتائج بعد علاج 4 أسابيع ومتابعة 12 أسبوع أكثر من رائعة حيث حدث تحسن ممتاز فى 90 بالمائة من المرضى ويؤكد د. أحمد محسن أن هذه النتائج تعد إنجازا كبيراً بالمقارنة بالعلاج بالأدوية التى تسفر عن آثار جانبية قد تكون خطيرة حيث يعانى مريض الصدفية مشكلتنا فى آن واحد، المرض والأدوية التى يتناولها، بالنسبة للمرض يعانى المريض آلاماً مبرحة فضلاً عن التشوهات التى تصيب الجلد، أما عن الأدوية فقد أثبتت التجارب أن أغلب الأدوية المتاحة تؤثر سلبياً على عمل الكبد والجهاز المناعى إضافة للتأثير الملموس على الجلد الذى يصاب بالضمور.
* سفاجا والبحر الميت :
من المعروف أن منطقة البحر الميت تحظى بمكانة كبيرة كذلك فى مجال الاستشفاء البيئى وبالرغم من ذلك، أثبتت الدراسات والأبحاث التفوق الحاسم لمنطقة "سفاجا" نظراً للاعتبارات التالية:
" سطوع الشمس الدافئة طوال فصول وشهور السنة "350 يوم فى السنة" وهو عامل أساسي فى العلاج بينما تغيب الشمس عن منطقة البحر الميت خلال فصلي الخريف والشتاء.
" منطقة البحر الميت تنخفض عن سطح البحر بحوالى 400 متر وفى ذلك خطورة كبيرة على المصابين بأمراض القلب والكلى والكبد والدرن والنزيف وبعض الأمراض الخبيثة وأمراض تصلب الشرايين والضغط المرتفع والصرع والأشخاص الذين يعانون من الأمراض العصبية، وعلى العكس تماماً نجد أن المناخ فى سفاجا لايمنع على الإطلاق من تواجد مثل هؤلاء المرضى ولاضرر عليهم إطلاقاً من التواجد على شواطئ سفاجا.
" أما النقطة الحاسمة حقاً فى هذه المقارنة فتتمثل فى أن نسبة مادة البرومين توجد وبمعدلات عالية فى مياه البحر الميت ومن المعروف أن هذه المادة تسبب لكثير من الأشخاص حساسية بالجلد تظهر على شكل بقع حمراء وحكة وقد تحدث حالات تقرحات وتقيحات شديدة بجلد المريض، بينما نسبة البرومين لاتكاد تذكر فى سفاجا مما يعطيها ميزة للعلاج حيث لاخوف من حدوث أى حساسية بالجلد.
* ملتقى السياحة الترفيهية والعلاجية :
وفى إطار مزج الامكانيات المتنوعة فى منطقة سفاجا قامت إحدى القرى السياحية بإنشاء مركز صحى بالتعاون مع مصحة "ترمال" بمدينة "كارلو فيفارى" بجمهورية التشيك وهى واحدة من أشهر المراكز الصحية فى العالم.
حول هذا المركز تقول حنان مرسى مديرة الحجز والمبيعات بالقرية: تبلغ مساحة المركز 800 متر مربع تحيطه مساحة خضراء تتجاوز 1000 متر مربع، يدير المركز مجموعة متخصصة من الخبراء العالميين ذوى الخبرة الطويلة فى هذا المجال حيث يقدم المركز من خلال مجموعة من البرامج المتكاملة أقصى استفادة الوسائل التقليدية بجانب أحدث وسائل استعادة اللياقة، وتتضمن هذه البرامج:
العلاج بالكهرباء، العلاج بالمياه المعدنية، التدليك، العلاج الطبيعى، العلاج بالاستنشاق، العلاج بالأكسجين، العلاج بالبرافين، علاج أمراض الشيخوخة وأمراض الجهاز الهضمى، بجانب عدد من الفحوصات الطبية والمعملية الحديثة.
تضيف حنان مرسي: بالإضافة لكل المقومات البيئية الطبيعية الموجودة فى سفاجا والتى تستخدم فى مجال الاستشفاء البيئى إلا أن سفاجا تملك أعظم المقومات السياحية، حيث يمكن فيها ممارسة رياضات الألواح الشراعية لأن اتجاهات الرياح تجعل سفاجا مكاناً مثالياً لهذه الرياضة ولهذا السبب أقيمت بطولة العالم التاسعة للألواح الشراعية بقرية مينافيل بسفاجا عام 1993 وكذلك البطولة الدولية عام 2000.
كما تتميز سفاجا بكثافة الشعاب المرجانية وتنوع أشكالها وأحجامها فضلاً عما تزخر به أجمل الأسماك وفى ذلك جذب هائل لهواة سياحة ورياضة الغوص، ولذلك أقيمت فيها بطولة العالم للتصوير تحت الماء عام 2000 إضافة لأنماط سياحية أخرى مثل صيد السمك وسياحة الجزر والجولف والسفارى .